- إن الإطار المفاهيمي للمحاسبة هو نظام مترابط من الأهداف والمبادئ المرتبطة مع بعيها والتي تؤدي بدورها إلى
معايير متسقة تصف طبيعة ووظيفة ومحددات المحاسبة المالية والقوائم المالية، والذي يجب أن يساعد مستخدمي التقارير
المالية في زيادة فهمهم وثقتهم في الإبلاغ المالي، ويعزز من قابلية المقارنة.
- حيث تستند القوائم المالية على البيانات المالية التي هي التعبير المالي عن موارد المشروع الاقتصادي والتغيرات فيها خلال فترة معينة، ولذلك لابد لها أن تستجيب
لمتطلبات معينة منها الدقة وصحة التعبير عن النشاط والوصف الصحيح لمركز المؤسسة المالي، كما لابد من أن تتصف
بالوضوح والبساطة وثبات المصطلحات والطرق المحاسبية المستخدمة في احتساب المصاريف والنفقات”
- وينظر إلى تعدد السياسات والبدائل والطرق المحاسبية ودور المحاسبة في صياغة الأرقام المحاسبية على أنها عملة ذات وجهين ضمن ما
يسمى بمفهوم المحاسبة الإبداعية، فمن ناحية قد يكون هناك فعلا ابداع محاسبي باستخدام هذا التعدد للوصول إلى
معلومات موثوقة وملاءمة، أو يتم استغلال هذا المفهوم للتبديل والتحريف والتشويه، ومحور ذلك هو الانسان، ويعتبر
مفهوم المحاسبة الابداعية من مواليد سنوات السبعينيات حيث نجد هذا المصطلح موجودا في المحاسبة الانجلوسكسونية
وذلك من خلال الأبحاث التي كان يقوم بها المنظرون والمفكرون في مهنة المحاسبة، وتتطلب الممارسات المحاسبية تدقيق
معقول للقوائم المالية وإلافصاحات المرفقة بها، حيث تبذل الجهات الواضعة لمعايير المحاسبة الجهد اللازم بما من شأنه
التخفيف من حدة الانتقادات التي يمكن أن تنشأ بسبب ممارسات المحاسبة الابداعية جنبا إلى جنب مع التدقيق المنظم
الهادف الذي يراعي العناية المهنية اللازمة، وصولا إلى قوائم مالية تتميز بالموثوقية والتمثيل الصادق والعرض العادل
والشفافية والوضوح وامكانية الاعتماد عليها من قبل المستخدمين في عملية اتخاذ القرارات. - وأمام حقيقة أن المحاسبة الإبداعية قد تكون أسلوب من أساليب التلاعب في الحسابات لإخفاء الأداء الفعلي
للشركات بغرض تحقيق نتائج نافعة للشركة أو بعض العاملين فيها، وتوصف مثل هذه الأساليب بأنها “محاسبة إبداعية
احتيالية” وتمثل الوجه القاتم للمحاسبة الابداعية باستغلال عنصري المرونة والاختيار والذي يؤدي إلى وجود أثر بالغ
الأهمية في زعزعة ثقة السوق في المعلومات الواردة في القوائم المالية التي تنشرها الشركات. فخلال السنوات الأخيرة وخاصة
بعد أحداث انهيار شركة انرون وتحميل مكتب ( آرثر أندرسون ) بكونه المسئول عن مراجعة وتدقيق
حسابات تلك الشركة جزءاً من مسئولية انهيار الشركة واتهامه بالتلاعب بالبيانات المحاسبية للشركة مستغلاً بعض
المعالجات والسياسات المحاسبية التي تُظهر البيانات المحاسبية بغير شكلها الصحيح، بدأ ظهور هذا الوجه القاتم للمحاسبة
الإبداعية ، والتي أصبحت محل اهتمام وتركيز من قبل المحاسبين والمراجعين على حد سواء بل وكافة المستفيدين والمتعاملين
مع البيانات المحاسبية الواردة في القوائم المالية للشركات المختلفة.
المرجع ، الاتجاهات الحديثة للمحاسبة ، منشورات جامعة أم البواقي2017